شروط زكاة الذهب وكيفية حسابها

شروط زكاة الذهب

تعد الزكاة أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجب على المسلمين القادرين على إخراجها، تتنوع أنواع الزكاة وأصناف الأموال التي تجب فيها الزكاة، ومنها زكاة الذهب. تعتبر الزكاة من الوسائل التي تهدف إلى تطهير المال والنفس معًا، وهي بمثابة أداة لمساعدة الفقراء والمحتاجين من خلال توزيع جزء من الثروات على من يستحقونها.

تختلف شروط زكاة الذهب عن غيرها من أنواع الزكاة التي تجب في الأموال الأخرى، مثل زكاة المال وزكاة الزروع والثمار. فبالنسبة للذهب، يشترط أن تتوافر عدة شروط حتى تجب الزكاة فيه، وتعد هذه الشروط أمرًا محوريًا لفهم كيفية إخراج الزكاة بشكل صحيح. في هذا المقال، سوف نتناول بالتفصيل شروط زكاة الذهب وكيفية حسابها.

تعريف زكاة الذهب

زكاة الذهب هي الزكاة التي تجب على الذهب المعد للادخار أو التبادل، سواء كان سبيكة أو حليًا. وتُستخرج الزكاة من الذهب إذا بلغت الكمية حدًا معينًا، وهو ما يُسمى بالنصاب. الزكاة على الذهب تعني دفع نسبة معينة من قيمته أو وزنه لصالح الفقراء والمحتاجين. تعد نسبة الزكاة على الذهب هي 2.5%، ويجب إخراج هذه النسبة سنويًا.

شروط زكاة الذهب

1. البلوغ النصاب:
   من أهم شروط زكاة الذهب هو بلوغ النصاب، وهو الحد الأدنى للذهب الذي تجب فيه الزكاة. حد النصاب بالنسبة للذهب هو 20 دينارًا ذهبيًا، والذي يعادل في الوقت الحالي حوالي 85 جرامًا من الذهب. إذا بلغ الذهب الذي يملكه الشخص هذا الوزن أو أكثر، فإنه تجب عليه الزكاة في هذا الذهب. يُحتسب النصاب بناءً على الوزن وليس القيمة المالية للذهب، لذا يجب أن يكون هناك معرفة دقيقة بوزن الذهب، لأنه يمكن أن يختلف سعر الذهب من وقت لآخر.

   إذا كان الذهب المملوك للشخص أقل من النصاب، فلا تجب عليه الزكاة، وبالتالي يجب على المسلم أن يتحقق من وزن الذهب بشكل دقيق.

2. الحول (مرور سنة هجريّة):
   من الشروط الأساسية الأخرى في زكاة الذهب هو مرور عام هجري كامل على امتلاك هذا الذهب. حيث تجب الزكاة في الذهب الذي يملكه الشخص إذا مر عليه عام هجري كامل دون أن ينقص عن النصاب. فإذا كان الشخص يمتلك الذهب في بداية السنة، ثم جاء موعد الزكاة في السنة التالية وكان الذهب قد بلغ النصاب طوال العام، فإنه يجب عليه إخراج الزكاة.

   إذا نقص الذهب عن النصاب في أي وقت خلال العام، سواء بسبب البيع أو الاستهلاك الشخصي، فإن الزكاة لا تجب، لأن الشرط الأساسي هنا هو استمرارية الملكية للذهب طوال العام.

3. النية:
   يجب على المسلم أن تكون لديه النية لإخراج الزكاة من الذهب. النية هنا ليست شرطًا صريحًا في النصوص، ولكنها جزء من التحقق من أن المال الذي يتم إخراجه للزكاة هو حق للفقراء والمحتاجين. يُستحب أن يحدد الشخص في قلبه عزمه على إخراج الزكاة عندما يحين موعدها.

4. الذهب المعد للادخار أو التبادل:
   من الشروط المهمة في زكاة الذهب هو أن يكون الذهب معدًا للادخار أو التبادل. إذا كان الذهب يُستخدم في الزينة فقط (مثل الحُلي النسائية) وكان يرتدى بشكل مستمر، ففي هذه الحالة هناك اختلاف بين العلماء. في رأي بعض العلماء، إذا كان الذهب يستخدم بانتظام ولا يُخزن للادخار أو التبادل، فإن الزكاة لا تجب عليه، بينما يرى آخرون أن الزكاة تجب فيه إذا بلغ النصاب ومر عليه الحول، حتى وإن كان يستخدمه الشخص بشكل مستمر.

   بالنسبة للذهب الذي يُستخدم في تجارة أو جمع المال، مثل سبائك الذهب أو الذهب في صورة عملات معدنية، فإنه تجب فيه الزكاة سواء كان مخزنًا أو مُستخدمًا في التبادل التجاري.

5. أن يكون الذهب ملكًا تامًا للشخص:
   يجب أن يكون الذهب ملكا تاما للشخص الذي يُخرج الزكاة. أي أن الشخص يجب أن يكون صاحب الحق الكامل في هذا الذهب، سواء كان ملكًا فرديًا أو مشتركًا. في حالة وجود شراكة، يجب على كل شخص أن يخرج الزكاة عن حصته في الذهب، وفقًا لما يملكه من نسبة.

6. عدم الدين المانع:
   يشترط أيضًا أن لا يكون على الشخص دين حال يجب عليه سداده. إذا كان الشخص مديونًا وعليه ديون تستلزم دفعها قبل موعد الزكاة، فقد يؤثر ذلك على مقدار الذهب الذي سيخرج منه الزكاة. بمعنى آخر، يجب أن يُخصم الدين المستحق من الذهب أو المال الذي يملكه الشخص قبل حساب الزكاة.

7. ألا يكون الذهب مستخدمًا في أمور أخرى:
   من الأمور التي قد تثير اللبس في زكاة الذهب هو استخدامه في أمور أخرى غير الزينة أو التجارة، مثل أن يتم تخصيصه لغير الأغراض الشخصية، مثل القروض أو الاستثمارات. إذا كان الذهب مستخدمًا في أعمال تجارية تُنتج أرباحًا، فبذلك يجب على الشخص إخراج الزكاة على تلك الأرباح التي تحققت من استخدامه.

كيفية حساب زكاة الذهب

1. تحديد وزن الذهب:
   
   أولًا، يجب تحديد وزن الذهب الذي يملكه الشخص. يتم ذلك بواسطة ميزان دقيق أو من خلال معرفة الوزن بالجرام بناءً على شراء الذهب أو أي معلومات سابقة عن الوزن.

2. حساب قيمة الذهب بالنصاب:
   
   بعد تحديد الوزن، يجب التأكد من أنه بلغ النصاب، أي 85 جرامًا من الذهب. إذا كان الشخص يمتلك ذهبًا يزيد عن هذه الكمية، فيجب عليه دفع 2.5% من وزن الذهب زكاة.

3. حساب الزكاة:
   
   يمكن حساب الزكاة عن طريق ضرب وزن الذهب في نسبة الزكاة التي تبلغ 2.5%. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يمتلك 100 جرام من الذهب، فإن الزكاة ستكون 100 × 2.5% = 2.5 جرام من الذهب.

4. إخراج الزكاة:
   
   يفضل أن يتم إخراج الزكاة على الذهب نفسه، أي دفع 2.5% من الوزن أو القيمة للفقير أو المحتاج، لكن يمكن أيضًا إخراج الزكاة بالنقد إذا كان الشخص يفضل ذلك أو إذا كان من الصعب إخراج الذهب بسبب ظروف معينة.

حكم زكاة الذهب

تعتبر زكاة الذهب من الزكوات الواجبة، والتي يجب على المسلمين إخراجها في حال تحقق شروطها. وقد وردت عدة نصوص شرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد على وجوب الزكاة في الذهب. حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ” (التوبة: 34).

خلاصة

زكاة الذهب تعتبر واجبًا على المسلم الذي يملك ذهبًا يبلغ النصاب (85 جرامًا) وتستمر ملكيته له طوال العام. يجب على الشخص إخراج 2.5% من قيمة الذهب أو وزنه، ويجب أن يتم هذا الحساب كل عام هجري كامل. يجب أن يكون الذهب المعد للزينة أو التبادل أو الادخار ليجري عليه حكم الزكاة.